من الحياة- افتراض.. !!
لنفترض ان العالم قد اصابه مس فجائي من التغيير وان الاوضاع انقلبت بقدرة قادر رأسا على عقب، واجتاح تسونامي سياسي مصغر المنطقة حاملا معه نسمات منعشة لتحقيق اتفاق سلام شامل بين اسرائيل والعرب على اساس مبادرة السلام العربية، ونذهب بعيدا في فرضية حدوث المعجزة.
ونفاجأ في صبيحة احد الايام من سنة 2009 برئيس او رئيسة الحكومة الاسرائيلية، لا فرق، يصل الى المقاطعة في رام الله، فيطلب من حرس الرئاسة مقابلة الرئيس ابو مازن ليبلغه ان اسرائيل قررت بعد دراسة وتفكير عميقين في اوساط القيادتين السياسية والعسكرية الاسرائيلية ومصادقة الكنيست تقديم تنازلات مريرة مثلما يقال، وانها على استعداد للقبول بحل الدولتين والتخلي عن التطرف واخراج كل الاحزاب اليمينة المتطرفة والمستوطنين على القانون تمهيدا لتوقيع اتفاق سلام شامل ينهي حالة العداء التاريخي بعد اكثر من ستة عقود من الحروب والنزاعات والضحايا.
تخيلوا الصدمة، ورد الفعل الفلسطيني والعربي، والاعتقاد الذي يصيبنا جميعا للوهلة الاولى ان الضيف الاسرائيلي غير المتوقع مصاب بالجنون، ثم نكتشف ان ما حصل كان نتيجة طبيعية لتطور الاحداث، فاسرائيل لم تعد تملك خيارات اخرى غير السلام، وليس لديها ما او من تراهن عليه، كما ان حدوث مثل هذا السيناريو الخيالي والاسطوري الشبيه بحكايات الف ليلة وليلة بين ليلة وضحاها لم يعد مستحيلا في زمن صناعة المستحيلات، فالاحداث التي كانت بالامس غير قابلة للتحقيق تتحقق مثل نجاح باراك اوباما في الانتخابات الاميركية واصبح الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة، ألآيكفي ان ثلاثة واربعين رئيسا قبله لم يحركوا شيئا في القضية الفلسطينة، ولذلك بقيت المنطقة عامل تهديد للاستقرار في العالم.
لماذا لا نفترض حدوث ذلك خصوصا وان الرئيس اوباما معجب بالمبادرة العربية، والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس يدعي بجاهزية بلاده للحل، ورئيس المخابرات العسكرية عاموس يادين يقول ان العام المقبل سيكون عام السلام، وهناك تغيرات ايجابية في المواقف السياسية لكل من سوريا وايران، وهما الشوكة في حلق اسرائيل، واحتمالات الحرب الاقليمية تتضاءل، وان عهد الرئيس بوش قد ولى، واشرقت شمس التغيير على الولايات المتحدة، ربما، فدعونا نتخيل، فليس لنا سوى التخيلات. !