من الحياة- ابو حسين
اسوأ ما في الامر أن جميع مؤيدي ابو حسين اوباما من غير الاميركيين في العالم العربي وافريقيا وغيرهما لا يستطيعون التصويت او التأثير في الانتخابات الرئاسية الاميركية ولو استطاعوا لضمنا فوزه الساحق مئة بالمئة وبامتياز، لكن البشائر بالتغيير التي وعد بها اوباما بدأت تهب على منطقة الشرق الاوسط وتقتحم الندوات وورش العمل في الدول العربية لتظهر ان غالبية العرب يمارسون حق " اضعف الايمان " بتأييد المرشح الديمقراطي وترى في مجيئه الى البيت الابيض حدثا ضخما مزلزلا يهز الدنيا ويترك صدى مجلجلا.
اوباما او " ابو حسين " مثلما يسميه العرب الاميركيون يملك كل المقومات التي تؤهله ليصبح رئيسا للولايات المتحدة اقوى واكبر دولة في العالم ويتربع في البيت الابيض لاربع سنوات قادمة، فبعد هذا التاييد الكاسح في غالبية الولايات لا يمكن سوى لمؤامرة كبرى او لحدث جلل او مفاجأة غير متوقعة ان تغير النتائج وتبدل الوقائع المسيطرة حتى الان على الاجواء الانتخابية في الولايات المتحدة وتحول دون تحقيق طموح الرجل ان يصبح اول رئيس اميركي اسود من اصل افريقي في تاريخ الولايات المتحدة.
هذا المرشح الطموح والذكي والقادر على التغيير بما يعزز الديمقراطية الحقيقية في جميع انحاء العالم وفي منطقتنا بالذات سيشكل نموذجا يحتذى به لرئاسة الولايات المتحدة، واذا حصل العكس وربح الجمهوري جون ماكين، فقل على الدنيا السلام، فاوباما المسلح بسمعته وتاريخه وحجم تأييده الجماهيري هو الوحيد المؤهل باستعادة سمعة وعلاقات الولايات المتحدة في العالم بعدما تسببت السياسة التي اتبعتها ادارة الرئيس بوش وطاقمه في تسجيل الاهداف في الملعب الاميركي على مدى السنوات الثماني الماضية.
ليس علينا سوى الانتظار ثلاثة ايام فقط لنتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ونعرف من سيحكم الولايات المتحدة للسنوات الاربع المقبلة الذي سيكون على الاغلب اوباما الافريقي الاميركي المتجه بخطى واثقة نحو البيت الابيض، فالساعات الاثنتان والسبعون المتبقية في السباق الرئاسي تظهر ان المد الديمقراطي الذي يقوده ابو حسين بدأ بكتسح غالبية الولايات الاميركية الواقعة تحت تاثير الجمهوريين، او ليس مغازلة المحافظين المعتدلين لانتزاعهم من احضان الجمهوري ماكين دليل الذكاء الحاد الذي يتمتع به ابو حسين وفريقه، اما مكين الذي لا اعرفه ولا يعرفني، ولكن المكتوب يقرأ من عنوانه فقد يصبح كبش الفداء ويدفع فاتورة اخطاء الادارة الاميركية السابقة التي تدعمه، او ندفعها نحن نيابة عنه وعن اميركا وحلفائها.. !!