من الحياة- موسيقى
تقول دراسة محلية اجريت موخرا لاثبات بطلان دراستين علميتين عن اثر الموسيقى على النفوس والقلوب، الاولى ألمانية وتقول ان استخدام آلات النفخ الثقيلة يغني عن المضادات الحيوية لعلاج الربو، والثانية اميركية ترى ان الموسيقى اصبحت صديقة القلوب فمن يستمع لموسيقاه المفضلة تتفتح اوعيته الدموية ويتدفق الدم في عروقة بسهولة وسلاسة مثلما تجري قشعريرة الفرح في الجسد.
وتقول دراستنا المحلية ان الاحوال التي يعيشها شعبنا من حصار وجدار واحتلال وانقسام وانقلاب وفقر وبطالة وجوع ومتطلبات لا تنتهي، اضافة الى الخلافات الداخلية والسياسية، والنفاق المستفحل بين الناس والكذب والمداهنة والمؤامرات التي يبدع كثيرون في حياكتها ضد الآخرين دونما وجل مما ينتظرهم من عقاب في يوم الحساب.
اخطر هذه الاعمال، او بالاحرى الجرائم ما يجري من عمليات غش ونصب واحتيال وكل انواع الموبقات التي يرتكبها اشخاص زينت لهم رزم المال خيانة اخوتهم واقربائهم ومعارفهم واصدقائهم وبني قومهم، في تجارة الاراضي والعقارات التي ارتفعت بشكل جنوني غير معقول فوجد فيها الكثيرون مدخلا للاثراء السريع دونما تعب، فان مثل هذه الافعال لا ينفع معها كل الطبول والدفوف والفرق الموسيقية من الراب وغيره، ولا موسيقى خفيفة او ثقيلة مهما كانت مبهجة ورومانسية.
فاذا كانت الموسيقى الثقيلة حسب الدراسة الالمانية تعزز المقاومة لمرض الربو، واستخدام آلة النفخ الموسيقية التي تحتاج الى قوة في النفس مثل البوق في اوروبا واليرغول عندنا تقلل حاجة المصابين للادوية، والدراسة الاميركية تعتبر ان الاغاني المبهجة وسيلة لجعل قلوبنا اقوى وانشط، وتغني عن عمل القسطرة والشبكيات والقلب المفتوح، فان موسيقانا الشعبية والتراثية في اغلبها الكثير من الامثال والحكم التي تنهي عن ارتكاب كل ما من شأنه ان يمس شغاف القلوب ويخرب العلاقات الاجتماعية ويفجر الخلافات العشائرية الدموية ـ فكم من اخ قتل اخاه او ابن عمه او قريبا له على خلفية الغش والاحتيال، فلماذا لا نجرب استخدام هذا النوع من الموسيقى كعلاج لهؤلاء المحتالين