من الحياة- قصة مدينة ..!!
حسب علمنا فان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المحتدم منذ اربعة عقود على مستقبل مدينة القدس وعروبتها ومكانتها السياسية والاجتماعية والتاريخية، وليس على حفنة خدمات مثل جمع القمامة وكنس الشوارع وامتيازات الهوية الزرقاء التي باتت مهددة بالسحب من اصحابها القاطنين وراء الجدار، وانما بحفظ كرامة اهلها وحقهم الانساني في المواطنة الفعلية والكاملة ووقف تهويد المدينة ورفع القيود عن التوسع العمراني العربي وتقديم الخدمات الحقيقية بمستوى حجم الضرائب الباهظة التي كسرت ظهر الناس وانهكتهم .
ليس هذا فقط ما يدعو اليه اهل المدينة والسلطة الفلسطينية والقوى الوطنية في المدينة والعرب عموما بعد مرور هذه السنوات الطويلة من المعاناة اليومية والعزل والاهمال المتعمد والتعامل مع اهلها كأقلية عرقية لايحق لها التمتع بأية حقوق باستثناء هوية زرقاء مختلفة عن بقية هويات الضفة وغزة من حيث اللون كانت تتيح لصاحبها التنقل بحرية داخل اسرائيل وبعض الدول المجاورة، وقليل منهم حصلوا في وقت سابق على الجنسية الاسرائيلية التي تضر اكثر مما تنفع .
اهل المدينة المحكومون بسطوة سلطة الاحتلال الاسرائيلية يرفضون كسر قرار مقاطعة الانتخابات ويريدون وضع حد للجدل الذي لا يقدم ولا يؤخر حول المقاطعة او المشاركة فيها والذي يتجدد كلما جاء موعد الانتخابات البلدية كل اربع سنوات، ما يدفعنا للتذكير ان القوى الوطنية في المدينة حسمت امر المشاركة بعد الاحتلال مباشرة بمقاطعة الانتخابات لان المشاركة تعني الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على المدينة المقدسة الغارقة من راسها حتى اخمص قدميها في الاستيطان والتهويد .
لكن المشاركين الذين اعتادوا الذهاب الى صناديق الاقتراع خلسة في ساعات متأخرة من الليل قبل اقفال الصناديق، هم اقلية تعيش على هامش المجتمع الوطني في المدينة وضواحيها، ومنهم اعضاء في الاحزاب الاسرائيلية المختلفة كالليكود والعمل وشاس وغيرها، واخرون كانوا الى وقت قصير من التيار الوطني الفلسطيني ويرون في المشاركة فلسفة الدفاع عن عروبة المدينة والوقوف في وجه الاستيطان وهدم البيوت وانقاذ التعليم والحصول على خدمات افضل، فيختصرون قصة مدينة محتلة بمصالح ذاتية واستثمارات سياسية ومادية شخصية ..!!