توّج الرئيس الأميركي، جورج بوش، خاتمة عهده ونفوذه في العراق بحادثة إلقاء عراقي غاضب بحذائيه باتجاهه خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، داخل المنطقة الخضراء الحصينة.
وفيما سمع صوت الرجل، ويعتقد أنه صحفي لكونه كان يجلس مع الصحفيين في القاعة، وهو يصرخ في غرفة مجاورة، قال بوش مازحاً (مقاس حذائه 44 لمن يرغب في أن يعرف).
وكانت فردة حذاء الرجل الأولى قد مرت بمحاذاة رأس الرئيس الأميركي، الذي تنحى عنها، فيما هرعت حشود وانقضت على الرجل، ثم نقلته إلى غرفة مجاورة.
أما فردة الحذاء الثانية فأصابت العلم الأميركي خلف جورج بوش، دون أن تسقطه.
واستفاضت وسائل الإعلام الغربية في تفسير المعاني الرمزية لإلقاء الحذاء في وجه آخر في الثقافة العربية، وكذلك الجلوس متقاطع الأقدام أمام شخص آخر، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعد إهانة عن العرب، رغم أن إلقاء الحذاء في وجه آخر تعد إهانة عند جميع الشعوب.
وتطرقت إلى ما فعله العراقيون عقب سقوط بغداد عام 2003 وقيام عشرات العراقيين بضرب رأس تمثال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بالأحذية.
غير أن بوش تقبلها بصدر رحب، وخصوصاً أنها جاءت في أعقاب التوقيع على الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن.
ووصفت تقارير صحفية الحادثة بأن نهاية تدخل بوش في العراق كانت كبدايتها، وأنها تميزت بالفوضى والغضب، في إشارة إلى إلقاء الصحفي الحذاء على بوش.
فيما نقلت أن الصحفي تابع توجيه الإهانات اللفظية، وأنه وصف بوش، الذي قام برابع زيارة وآخرها للعراق، بأنه (كلب).
وفي وقت لاحق، طالبت قناة (البغدادية) الفضائية العراقية بالإفراج الفوري عن مراسلها منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس الأميركي بحذائه خلال مشاركته بمؤتمر صحفي عقده بوش والمالكي.
وقالت القناة في بيان بثته الأحد (تطالب البغدادية السلطات العراقية بالإفراج الفوري عن مراسلها منتظر الزيدي تماشيا مع الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد بها العهد الجديد والسلطات الأميركية العراقيين بها).
وأضاف البيان (وإن أي إجراء يتخذ ضد منتظر الزيدي إنما يذكر بالتصرفات التي شهدها العصر الدكتاتوري وما اعتراه من أعمال عنف واعتقالات عشوائية ومقابر جماعية ومصادرة الحريات الخاصة والعامة).
وطالبت القناة المؤسسات الصحفية والإعلامية العالمية والعربية والعراقية بالتضامن مع الزيدي للإفراج عنه.
وكان الزيدي قد قذف حذاءه على الرئيس بوش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وهو يردد (هذه قبلة الوداع يا كلب).