أَسْتَجِيْرُ بِالصَّمَدِ مِنْ فَقْدٍ عَظِيْم ،
وَ سَلامٌ مِنْهُ عَلَى الأَجْمَعِيْنَ .
نَصٌّ مَوْلِدُهِ مَاضٍ عَمِيْقٍ نَاءٍ ، أَرَادَ الْقَدَرُ إِلاَّ أَنْ أُصَافِحَكُمْ بِه ،
وَ مَا كَانَتْ الْمَوَدَّة !
فَ حَدِيْثِي جَرَّاءَ جَذِّي رَحِمِ الْكِتَابَةِ زَمَنَاً مَلِيَّاً لَمْ يَحِنْ إِنْتِهَائِهِ .
لِذَا إِلَيْكُمْ هَذَا النَّصُّ - اَلْ / مُهْتَرِأَةٌ لُغَتُهُ ، اَلْ / بَاهِظٌ غَوْرُهُ ،
حَتَّى يَسْتَعِيْدُ أَدَبُ الْعِطْرِ لَيَاقَتِهِ .
وَ عَسَاكُمْ أَنْ تُلْبِسُوْهُ الْعُذْرَ لِهَزْلَهُ لُغَوِيَّاً وَ نَحَوِيَّاً وَ حَتَّى إِمْلائِيَّاً .
" رُكَامُ أَوْصَابٍ بَيْنَ ثَنَايَا إِنْسِدَالاتٍ تَرْهَقُهَا قَتَرَةُ فَقْدٍ "
" وَ مَابَيْنَ قَلَقِ الإِنْتِظَارِ وَ سَطْوِ الْحَبِّ عَلَى بَذْرِهِ / حِكَايَاتٌ وَ حِكَايَات "
أَبْصَرْتُهُ فِيْ ذَلِكَ الْمَمَرِّ المُظْلِمِ ، يَتَّكِأُ حَافَّةَ كُرَّسِيٍّ / حَدِيْثُ العَهْدِ ، عَتِيْقُ المَلامِحِ .
أَبْصَرْتُهُ مَعْ الْمَوْرِ صِرَاع ، وَ كَأنَّ بِهِ مَايَسُؤُوْهُ ، وَ يُعَكِّرُ صَفْوَهُ .
وَ بِلا إِيْعَاء ، تَلَاهَفَتْ الخُطَى مُسْتَبِقَةً بَعْضِهَا ، سَاقَتْنِي نَاحِهِ .
دَنَوْتُ وَ دَنَوْتُ ، وَ إِذْ بِ إِبْتِسَامَةٍ بَكْمَاء أَرْعَشَتْ شَفَتَيْهِ حِيْنَ سَمِعَ قَرْعَ خَطَوَاتِي .
إِنْتَهَكْتُ خَلْوَتَهُ وَ أَذِنْتُ لِ الرُّوْحِ مُجَالَسَتِهِ / أَمْرَ الفُضُّوْلِ .
وَ مَابيَنَ لَحْظَتِي المكُوثِ ، وَ مَايَضجُّ بِهِ المَكَانُ / صَمْتَاً ( زَمَنَاً مَلِيّاً لا تُحْصَى سُوَيْعَاتَهُ )
حَيْنَهَا تَمَلَّكَنِي إِحْسَاسٌ غَيْرَ ذِيْ صِلَةٍ، تَعْجَزُ أَبْجَدِيَّاتُ اَلْ وَ جَ عِ / وَصْفِهِ .
أَخَذَتْ الأَبْصَارُ تَرْنُو، فِيهِ / إِليهِ ، وَ مَاذا عَسَاهَا أَنْ تَرى ؟!
وَجْهَاً كَسَى البَيَاضُ " ظَاهِرَهُ " وَ أَخْفَتْ التَّجَاعِيْدُ مَعَالِمَهُ ،
وَ فِي " خَلَجَاتِهِ " وَ بَيْنَ ثَنَايَا إِنْسِدَلاتِهِ ، رَأَتْ أَشكَالَ أَلْوَان
مِنَ الحِكَايَاتِ وَ الذِّكْرَيَات ، تَتَوْسَّدُهَا كُلُّ جَعْدَةٍ ،
رَأَتْ الوَقَارَ شَيْبَاً وَ عَظَمَةٍ ، رَأَتْ مَاضِيَاتَ المَجْدِ مِنْ نَصَبٍ وَ شَقَاء ،
رَأَتْ الشَّمُوْخَ رُغْمَّ سَطْوِ الإِنْكِسَار ، رَأَتْ وَ رَأَتْ وَ رَأَتْ ، وَ لَمْ تَنْتَهِي / وَ لَنْ .
لَفْظُ تَنَهُّدٍ ثُمَّ
قَذَفَنِي الْحَنِيْنُ فِي يَمِّ وَجْهِهِ دَّوْنَ طَوْقِ نَجَاةٍ ، وَ غَرِقْتُ فِي أَغْوَارِهِ وَ يَا مَاأحْلَى ، وَ بَيْنَمَا /
مَهَزَهُ الإِنْتِظَارُ قَلِقَاً لِ يَسْتَفْهِم بِ تَمْتَمَةٍ خَافِتِةٍ " مَحمّد وَراك أَبْطِيت عَلي يَابوي " ؟
وَ كَأَنَّمَا / زُلْزِلَتْ الرُّوْحُ زِلْزَالَهَا " عَيْنَاهُ ذَاتَ فَقْدٍ " ! وَيْلاهُ مَدَد .
فَ رَدَدْتُّ بِ رَبْكَةٍ ، وَ العَبْرَاتُ تُلْظِي المَحَاجِرَ ، وَ الغَصَّةُ تَخْنِقُ الصَّوْت
: مَا أَنَا مُحَمَّدٍ ، .....
حِيْنَهَا إِنْخَزَقَ بَسْمُهُ وَ شَيئَاً شَيْئَاً تَلاشَى فَرَحُهُ
فَ سَارَعْتُ قَوْلاً : إِهْدِ الحُزْنَ تَرْحِيَّلا ، آتٍ مَنْ تَنْتَظِرُهُ بِإِذْنِ الله .
وَ مَا أَسْمَعُ سِوى عُمْقِ تَنْهِيْدٍ تَزَفَّرَ بِهِ
وَلكِنْ يَاعَمْ مَا الذِيْ أَتَى بِكَ إِلَى هُنَا ؟
فَ أَجَاب : أَتَى بِي إِبْنِي أَبُوْ مُحَمَّدٍ إِلَى هُنَا لِ الْعِلاجِ ، وَ تَرَكَنِي وَ ذَهَب ،
وَ قَالَ بِ أَنّهُ سَ يَعُوْد ، وَ لَكِنَّهُ تَأَخَّر ؟!
فَ سَجَمَ حَمِيْمُ المُقَلِ مُتَناثِرَاً عَلَى الخَدِّ ، وَيْلٌ لَهُمْ أَمَا يَكْفِهِمْ وَ يَتَخَرَّصُوْن !
/
\
فِي الجَانِبِ الآخَر
عَلى مَتْنِ طَائِرَةٍ ، الطِّفْلُ مُحَمَّدٍ ، يَحِفُّهُ وَالِدَيْهِ ، يَحْمِلُ فِي يَدِهِ جَمْعَ دَوَاءٍ
وَ قَدْ بَدَى عَليهِْ مَابَدَى / قَلَقٌ
مَذُ بَادِئِ الرِّحْلَةِ وَ " مَتَى سَنَعُود " لَمْ تُفَارِقْ نُطْقَهُ قَطْ ..
وَ لَمْ يَتَّأَدْ فِي قَوْلِهِ وَ الحَنْقُ يَتَطَايَرُ مِن كُلِّهِ :
أَبِي لِ نَعُوْدَ الآن ، قَدْ حَانَ مَوْعِدُ دَوَاءِ جَدَّي وَ أُرِيْدُ إِلْقَامَهُ إِيَّاه ..
آ.ه الْحِكَايَة .
.
.
دَارٌ تَرْثِي سَاكِنِيْهَا حَسْرَةً
فِيْ دَارِهِمْ تَرَاهُمْ يَنْتَحِبُوْنَ وَصَبَاً
يُضْنِي الْهَجْرُ أَجْسَادَهُمْ الْوَاهِنَة
تَرَاهُمْ مُتْعَبِيْنَ حَدَّ التَّدَثُّرِ بَيَاضَاً
وَ حَتَّى إِغْفَاءَاتِهِمْ تَنْضَحُ وَجَعَاً وَ مَايَهْنَئُوْنَ
وَ مَعْ كُلِّ قَرْعَةِ خُطْوَةٍ يُحْيُوْنَ أَمَلاً أَهْرَاهُ الْكَسْرُ
وَ لا يَيْأَسُوْن
يَا عَاقِّيْنَ عَاقِّيْنَ عَاقِّيْنَ أَفَلا تُبْصِرُوْن ؟!
تَبَّاً لَكُمْ وَ مَا تَعْتَبِرُوْن ؟!
فَ الدَّيْنُ عَائِدٌ لا مُحَال .
وَ لِ الْقَوْلِ آخِرٌ ...
هُنَاكَ فِيْ مِحْرَابِ دَارِهِمْ ، أَقَامَ الْكِبَرَ صَلاتِهِ ،
رَتَّلَ فِيْهَا ءَايَاتَ الضَّجَرِ ، يَسْتَكِيْنَ الْخُشُوْعُ جَنَبَاتَهُ ،
رَكْعَةُ إِسْتِمَاتَةٍ لِ الْبِرِّ ، ثُمَّ سَجْدَةٍ
خَرَّتْ فِيْهَا الْحَسْرَاتُ لِ وَجْهٍ بِلا وَجْه ،
وَ سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا سَلام .
(( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا
فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ))
قَصَدُّتُ دَارَهُمْ عَابِرَةً أَسْأَلُ عِبْرَة ،
وَ خَرَجْتُ بِ سَوْسَنَةِ آهٍ غُرِسَتْ بِالصَّدْرِ وَ بَقَايَا عَبْرَة .
النَّصُّ لَيْسَ إِلاَّ مَحْضُ وَحْيٍ غِيْرَ ذِي وَاقِع