أب سعودي يعفو عن قتلة ولديه حفاظا على جيرانه
الشمري ضرب مثالا في الشجاعة والمروءة
القاهرة - mbc.net
أن يُقتل أحد الأولاد، ثم يعفو الأب عن القاتل، فهذا أمر وارد الحدوث، أما أن يُقتل ولدان ثم يعفو أبوهما عمن قتلهما فهذا أمر لا يصدق.
إلا أن الأب السعودي حمود بن نايل بن طوعان الشمري، قد حول هذا الأمر إلى حقيقة قبل أيام قليلة، بعد أن عفا مؤخرا عن قاتل ابنه الثاني "عواد" لاعب نادي شباب الجبلين.
فقد تم قتل عواد -17 عاما- إثر تعرضه لطعنة غادرة أودت بحياته خلال مشاجرة في أحد الملاعب في مدينة حائل، مع أحد أبناء الجيران الذي أوقفته الشرطة بعد الحادث.
لكن الأب المكلوم أبت عليه نخوته أن يترك نجل هذه الأسرة يبيت خلف القضبان، رغم أنه كان سببا في فقده فلذة كبده، حيث بادر بالتنازل الفوري عن القضية برمتها، وكفالة القاتل وإخراجه من السجن، مؤكدا أنه لا يريد أن يكون حزنه مضاعفا بوفاة ابنه، وحزن أسرة جاره على حبس نجلهم القاتل.
وقال حمود الشمري في تصريحات لصحيفة "اليوم" السعودية: "إننا جيران منذ 15 عاما، وأبناؤنا دائما يجتمعون في هذه الساحة التي تقع بين منازلنا، وهم أكثر من إخوة، ولكن هذا قضاء الله وقدره، وما قمت به هو واجب الجيرة، وقد أصررت في قسم الشرطة على إخراج جاري وأبنائه فورا، رغم الألم الذي يعتصر قلبي بفقد ابني".
ولم يتوقف تعاطف الأب مع أسرة القاتل عند هذا الحد، بل كان يطلب من جموع المعزين الذين توافدوا لمشاركته في مصابه الذهاب إلى منزل جاره لتعزيته أيضا، مؤكدا أن "هذا المصاب يؤلمه كما يؤلمني".
ليست الأولى
لم تكن هذه المرة الأولى التي يبادر فيها الشمري بمثل هذا الموقف، فقد قام بموقف مماثل العام الماضي بعد مقتل ابنه الآخر إثر تعرضه للدهس بسيارة أحد أبناء جيرانه.
وعندما حضرت والدة الجاني، وأخبرته بأنه ابنها الوحيد وهو عائلهم قام على الفور بالتنازل عن حقه، مصرا على إخراجه من الحبس وألا يبيت إلا عند والدته، وهو الموقف الإنساني الذي استجاب له المسؤولون.
تكرار مواقف العفو جعلت من الشمري مضرب المثل في حديث مجالس "حائل" التي أطلقت عليه "شهامة بن طوعان" والذي جسد نموذجا للمروءة والشهامة، واحترام الجار، والصبر والاحتساب.
منقول