وتمثل الواجبات المدرسية بنوعيها نوعاً من الترابط بين الطالب ومادته الدراسية من جهة وبين الطالب ومنزله من جهة أخرى ، كما أن أهميتها تظهر فيما تعود به من نفع على التلميذ وعلى العملية التعليمية ، إذ تقدم له فرصـــــة أداء عمل مستقـــــل عن المعلم ( وتزيد قدرته على استخدام الكتاب المدرسي كما تعود فيه روح المبادأة في العمل وتنمي جهده عن طواعية لتنمية شخصيته ).
ولكن إلى جانب وجهة النظر السابقة توجد وجهة نظر أخرى معارضة ترى بأن ليس للواجبات المنزلية أهمية كبرى إذا أحسن استخدام الفترة التي يقضيها التلاميذ في مدرستهم إذا أن الوقت الذي يقضيه خارج المدرسة هو ملك للطالب يقضيه في ممارسة الأنشطة المحببة له ، وقد يعود السبب في المعارضة إلى ما يقوم به بعض المعلمين بمعاقبة التلاميذ عن طريق زيادة الواجبات المنزلية لهم .
ومن الواجب أن ينظر إلى عملية تنظيم الواجبات نظرة صادقة وصحيحة فليس العبرة بمقدار الواجبات ولكن بالكيف أو النوع . فإن كان بعض المدرسين يفخر بأنه يعطي واجبات كثيرة في مادته فيجب عليه أن يضع نصب عينيه بأن غيره من المدرسين يعطي نفس الشيء ، ولذا فالطالب مرهق بكثرة الواجبات ولن يستفيد منها ، فقد يساعده أبواه في حلها أو إخوته ممن هم اكبر منه أو زملاؤه ، وبالتالي يكتسب التلميذ سلوكاَ سيئاَ غير مرغوب فيه مثل الاتكالية والغش والكذب والإهمال .
أما نوع وكيفية الواجبات فمن المفروض أن ترتبط بشروط واعتبارات منها :
1/ مناسبة الواجب لمستوى التلميذ .
2/ فائدة الواجب للجسم وللعقل معاَ لا أن تكون مجرد تدريب عقلي وآلي .
3/ تنويع الواجب من عمل تحريري إلى لفظي إلى تدريب على حل المشكلات وإلى كيفية الاستعانة بالكتب والتلخيص منها وكتابة مقالات أو تقارير ....الخ .
ويمكن حل مشكلة كثــــــرة الواجبـــــات المنزلية عن طريق التنسيق بين المعلمين في دفتر الواجبـــــــــات المنزليــــــــة ، والذي يدون به مدرس كــــل مادة الواجــــــب المطلـــــوب حلـــــه أو مراجعته . والمدرس وهو الذي يتابع كتابة الواجب في هذه الدفاتر يتيح له أيضا معرفة من أدى الواجب من الطلاب ومن أهمله .
ومن ناحية أخرى فإن على المنزل تقع مسئولية كبرى في متابعة أبنائه عن طريق دفاتر الواجب المدرسي والاهتمــام بها . وإن كان البعض من الأهالي يعتقد بعدم أهميتها يهملها فلا يستفيد منها ويحقق أهدافها وبالتالي كان لزاماَ على إدارات المدارس مراقبة متابعة الأهالي لها ليتعرفوا على أعمال أبنائهم ويتابعونها .
ويمكن هنا أن نورد بعض الاقتـــراحات حول الواجبــات المدرسية سواء الفصلية أو المنزلية فيما يلي :
1/ اعتبار الواجب المدرسي عملاَ المقصود منه تحقيق أهداف تربوية سليمة منها استقلال الفرد في عمله وتدريبه على بعض الأساليب التربوية في التفكير وتثبيت موضوع الدرس
2/ تشجيع الطالب على عمل الواجب بنفسه وإذا أراد معرفة بعض النقاط في الواجب فيمكن مساعدته عن طريق توضيح بعض النقاط الغامضة وليس بحله له .
3/ متابعة الواجب المنزلي من قبل الأسرة والاهتمام به من قبل المدرس في الفصل على أساس أن يعرف الطالب الكيفية التي يستطيع بها حل واجباته .
4/ التنسيق بين المدرسين في الواجبات بحيث لا يرهق الطالب لأن ذلك قد يؤدي إلى إهماله أو إلى طلب العون من زملائه لحل واجباته دون المساهمة منه في عمل الواجب وهذا طبعاَ ينتج عنه اكتساب نوع من السلوك السيئ .
5/ محاولة جعل الطالب يقوم بحل واجباته في المدرسة إذا وجد فراغاَ وتحت إشراف مدرسيه .
6/ اشتراك الطالب مع مدرسية في تصحيح الواجبات المدرسية لمعرفة نقاط الضعف وكيفية تفاديها .