[ 10/06/2008 - 10:03 ص ]
اليكس فيشمان
ذرات الرمل في الساعة آخذة في النفاد. نحن في حفنة الرمل الاخيرة... هكذا وعد وزير الدفاع ايهود باراك في لقاء مع رؤساء البلدات في غلاف غزة.
من كلامه يمكن أن نفهم بانه يوجد على جدول الاعمال نشاط عسكري ذو اهمية للجيش الاسرائيلي في غزة، وان الحديث لا يدور عن مدي اشهر أو اسابيع بل عن شيء سيقع في غضون ايام. الضربة العسكرية، قال، ستأتي قبل التهدئة. باراك يحاول التعتيم، وعدم اعطاء التلميحات لحماس ولكن يبدو أنه قرر ـ حتى قبل انعقاد المجلس الوزاري وقبل مشاورات الوزراء ـ بان التهدئة مع حماس، دون ضربة عسكرية تسبقها، لم تعد خيارا حقيقيا.
ويبدو أنه في هذا الرأي ليس لديه خلاف مع رئيس الوزراء. كما أن رئيس الاركان قرر هو الاخر ان لا مفر من نشاط عسكري رغم ان القيادة السياسية غير قادرة على الاشارة الى انجاز سياسي لازم لهذه الخطوة العسكرية كثيرة المخاطر.
لعل الجيش كان يفضل نشاطا جويا ـ يرافقه نشاط بري معين ـ ضد مجموعة كبيرة جدا من أهداف حماس. ولكن هذا ليس حقيقيا إذ أنه من أجل نشاط من هذا النوع يفترض بالاستخبارات العسكرية والمخابرات ان تزود بمئات الاهداف النوعية، وهذا، وكيف يمكن القول، لا يتحقق كثيرا. ما تبقى هو الاستيلاء على خلايا اقليمية اشكالية على الارض، مع رافعة ضغط جوية، علي أمل ألا تلزم التطورات بتجنيد الاحتياط والاحتلال الكامل للقطاع.
وجرت في وزارة الدفاع اتصالات مع المصريين بالنسبة للردود التي يفترض أن تقدمها اسرائيل علي اقتراح التهدئة وبالنسبة لمهمة عاموس جلعاد في مصر. وصحيح حتي هذا الصباح فان جلعاد لن يسافر، حماس لم توفر السبب لتصديق التهدئة، والجيش الاسرائيلي يوجد في حالة استعداد لنشاطات بحجوم مختلفة في قطاع غزة.
يدور الحديث عن نشاط متدرج، توجد خطط، والجيش يتدرب في هذه الايام بالذات. واذا ما جر النشاط الي احتلال اجزاء كبيرة من القطاع لفترات زمنية طويلة ـ فعندها توجد ايضا خطة لتجنيد الاحتياط.
الجيش الاسرائيلي جاهز للانتقال الي وضع من القتال حيال غزة في غضون فترة زمنية قصيرة. ماذا ينتظرون؟ ولماذا ينبغي لهذا أن يستغرق اياما؟ فقد سبق أن كنا في هذا الفيلم. بوش جاء وذهب. احتفالات الستين انتهت. إذن ما هي الذريعة الان لعدم نزع القفازات حيال غزة؟ عيد الاسابيع؟ بالفعل سبب وجيه عدم افساد مزاج الشعب والتنزهات الي النقب. ولكن بعد الاسابيع تأتي العطلة الكبري وبعدها مرة اخري رأس السنة. دوما يمكن ايجاد سبب لتأجيل القرارات الصعبة.
في حرب الاستنزاف حول قطاع غزة قتل حتى الان هذا العام ثمانية اسرائيليين. في كل السنة الماضية قتل عشرة. الارقام تتحدث بالفعل. قبل أقل من شهر، في 15 ايار (مايو) قتل عضو نتيف هعسرا بقذيفة هاون، واندلعت صرخة كبري وهذه المرة من جانب الاستيطان العامل. وزير الدفاع أمر في حينه الجيش الاسرائيلي بالاستعداد لنشاط بري بحجم ما.
رئيس الاركان أمر قيادة المنطقة الجنوبية لأن تكون مستعدة للعمل في غضون يومين. وبالفعل في 17 ايار (مايو) كان كل شيء جاهزا، ولكن الامر تأجل. بدأت محادثات التهدئة، نشأ موضوع السلام مع سورية، وقتل مواطنان اسرائيليان آخران.
حماس وحلفاؤها في غزة يواصلون على عادتهم أما نحن فنواصل التحليل عنهم ونبحث عن التفسيرات كل الوقت: لماذا اطلقوا هنا ولماذا اطلقوا هناك؟ وهم بالتأكيد يقرأون الصحف وينفجرون ضحكا. حتي هم لا يعرفون انهم اذكياء بهذا القدر.
ومع ذلك، ماذا ينتظرون في اسرائيل؟ ربما لان اتفاق التهدئة يكاد يكون مغلقا. اسرائيل ليست راضية عنه، ولكن معظم التفاصيل اجملها عاموس جلعاد مع المصريين، ووزير الدفاع كان مستعدا لاعطائه فرصة. والان ينتظرون أن يقرر اولمرت هل سنسير نحو هذا الاتفاق أم لا. اذا كنا لن نسير؟ سنخرج الي حملة.
يديعوت أحرونوت 9/6/2008