عنوان غريب أليس كذلك ؟
نعم
" منكوسونْ "
هؤلاء من فرغت قلوبهم كالإناء المنكوس أي قلب الشيء على رأسه
فمهما وضعت به من شيء فأنه لا يستقر
ولا يعرفون معروفاً
ولا ينكرون منكراً
إلا أن يشربوا من هواهم ومزاجهم وكيِفهم
فهذا ما تعودوا عليه من نفاق ودجل
فيكون الله سبحانه وتعالى قد رانَ على قلوبهم كما في الآية الكريمة
{ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون }
وغلفها كما قال الله تعالى
{ وقالوا قلوبنا غلف }
وما تعودوا إلا على الطبع السيء والزيغ في الأمور
ومن مفسداتهم
كثرة خلطتهم وشبعهم وكثرة نومهم وتعلقهم بغير الله عز وجل
" مدسوسونْ "
نعم هم مدسوسون .. تافهون فقط
وكما قال إيليا أبو ماضي
جئت لا أعلم من أين .. ولكني أتيت
فرأيت أمامي طريقاً .. فمشيت
كيف جئت .. كيف أبصرت طريقي .. لا أدري
لماذا ... لست أدري .. لست أدري !
ما هم إلا نماذج
ساقطة .. هابطة .. رخيصة
تم وضعهم في هرم حياتنا اليومية
شركات .. معامل .. إدارات .. إعلام .. مدارس .. جامعات .. ألخ ألخ
تم دسهم ووضعهم سيوف مسلطة على رؤسنا تحت خفايا ونوايا
[ غافلة أو غير غافلة عنا ]
جلَ ما يريدون تطبيقه علينا هو أن نكون
تافهين .. تافهات .. بلا هوية .. بلا هدف ... ألخ ألخ
من يكونوا ؟
يحكى أنَ .. ذئباً وضع بين قطيع من الأغنام وهو صغير
وعندما كبر الذئب .. جاء ذئبٌ آخر وهاجم القطيع
ففرت الأغنام وفر معها الذئب
[ باع ماع باع ماع ]
فألتفت له أحد الخراف وقال له ... هيـــه يا أنت .. أوليس أبوك ذئب ؟!
أفعل شيئاً
فعاد الذئب ليهاجم الذئب الآخر .. فهاجمه حتى أنتصر عليه ..
همسة .. لا أظن بأن ذئبنا سيلتفت للدفاع عنا من ذاك الذئب المهاجم
بكل بساطة لأنه
[ مدسوس ]
" محبوسونْ "
مللنا من القضايا المستهلكة
.. ومللنا من التحدث عن بطولات الآباء والأجداد ..
كفى كفى
.. قسماً برب العباد أننا محبوسون ..
هذا ما وصل به الحال بنا اليوم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أصبحنا محبوسين بإفكارنا وأفعالنا الميتة
لا غاية ولا هدف
إلا الأكل الأكل فقط
أجيال وراء أجيال
تجسدت بالتفاهة بأدق التفاصيل
فما عاد همنا سوى
فضائيات .. مسابقات .. أغاني .. ألخ
وهكذا عُد وحدث وبلا حرج
سقطات تتبعها سقطات
كلها سلطها الله علينا من كل حدبٍ وصوب
فلا نكاد نخرج من مصيبة حتى تأتي مصيبة أخرى
نعم نعم
مثقفون .. أدباء .. إعلاميون .. عامة الشعب
حُبسوا .. أين ؟
بطرق الضياع وطرق اللهو .. وطرق الشهوات .. وحدث وبلا حرج
والمصيبة
هم لا يدرون !
يالسخرية القدر بنا
فهم بالأصل قلوبهم منكوسة .. وعلينا هم مدسوسين .. ونحن محبوسون