من الحياة- حوار الاديان.. !!
لو ان الدول اتجهت نحو السلام، وابتعدت عن الحروب والنزاعات التي تندلع على اسس عرقية وعقائدية وسياسية، ولا تحل الا بالاسلحة الفتاكة والمتطورة التي تكلف مليارات الدولارات، واتجهت نحو محاربة الفقر والجهل، ونشر اسس التسامح والتفاهم، لما شهدنا كل هذا العداء والفقر الذي يجتاح العالم، ما يشير الى ان حوار الاديان يمكن ان يتحول الى تحد سياسي، اذا اريد له ان يكون ذا نتائج عملية.
بهذا التوجه حاول العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في مؤتمر حوار الاديان بالامم المتحدة بمشاركة اكثر من خمسين رئيس دولة وحكومة، كسر جدار الفصل المضروب حول المشهد الاسلامي والذي ادى الى تسلط الرأي الواحد وتعزيز الكراهية للاسلام وللعرب عموما، ودعا الى ضرورة وقف الصراع بين الحضارات، وعدم السماح للمتطرفين والمنظرين من تسويق أفكارهم المظلمة والحؤول دون سيطرتها على عالمنا المليء بالمتناقضات وتنوع الحضارات وتباين الثقافات، وللتأكيد على أن الحوار يمكن أن يكون خيارا بديلا عن الصراعات والفتن الطائفية ويكسر حاجز القطيعة بين الامم.
ومع ان ذلك المؤتمر الذي احتضنته المنظمة الاممية ليس الاول من نوعه فقد انطلقت الجلسة الاولى منه بين أتباع الديانات السماوية، قبل اربعمائة سنة وقدمت لاول مرة فرقة شكسبير مسرحية " عطيل " لتشكل جسرا بين الاسلام وبقية الاديان، ومنذ ذلك الوقت والحوار يراوح مكانه دون ان يحقق الهدف الذي انطلق من اجله، بل تزايدت مشاعر الخوف والريبة تجاه المسلمين في جميع انحاء العالم، وانطلقت الاصوات الداعية الى محاربة ما يسمى بالارهاب الاسلامي، وما ترتب على ذلك من غزوات وحروب كان وما زال الشرق الاوسط ومناطق اخرى من دول العالم الثالث التي لا تجد لقمة عيش تسكن جوعها، مسرحا للنزاعات والحروب الطاحنة التي توقع المئات من الضحايا، فما معنى ان يتحاور الزعماء من جهة وتقتل الشعوب بعضها بعضاً من الجهة الاخرى فيصبح الحوار بلا جدوى.. !