بقلم / باسم ابو سمية
مهما كانت طبيعة التغيير في عقلية الاميركيين من اصل عربي "عرب اميركا " في العقدين الاخيرين، حيث زاد عددهم الاجمالي في جميع انحاء البلاد ليصل الى نحو اربعة ملايين دون ان يزداد تأثيرهم السياسي في القضايا المصيرية كالانتخابات الرئاسية بعكس اليهود الاميركيين الذين ينشطون الى حد كبير في مثل هذه المناسبة.
لذلك فان ثقل عرب اميركا في الانتخابات الرئاسية المقبلة امر فيه بعض المبالغة بل كثير من التفاؤل، فقد جربتهم في احدى الحملات الانتخابية عام ثمانية وثمانين في ولايات فرجينيا وواشنطن العاصمة وشيكاغو بولاية الينوي ونيويورك ولوس انجلوس بكاليفورنيا حيث يعيش أغلبية العرب في بحبوحة مالية وقدرات لا بأس بها، واتضح ان أغلبيتهم مثل أي عرب في اي مكان يسمعون بالانتخابات ولا يشاركون فيها.
فالعرب المتأمركون يهتمون بـ " البزنس " اولا وثانيا وثالثا، ثم تأتي السياسة في آخر اهتماماتهم فقلما يمارسونها، ولهذا لم يسبق لهم اختبار قوتهم الانتخابية للتأكد فيما اذا كانوا قادرين على التأثير في نتيجة الانتخابات الرئاسية، ام لا، فقلة منهم شاركوا في الحملات الانتخابية من باب رفع العتب معتمدين في ذلك على مقولة ان نتيجة الانتخابات موضوعة مسبقا، فلا داعي لمشاركتهم فيها لا سيما ان سياسة اميركا الخارجية لا تتغير بتغير الرؤساء فهي سياسة ثابتة أيا كان الرئيس، هذا رأي الأغلبية البسيطة من الاميركيين العرب.
اما المهتمون بالسياسة فهم منقسمون بين ديمقراطي وجمهوري، مع انهم يحتلون مراكز عليا واصحاب نفوذ وتأثير مالي، فمنهم نواب ومفكرون وعلماء ومحللون واساتذة جامعات واعلاميين، يمضون عمرهم تحت تأثيرالرهاب الامني فينصرفون الى اهتماماتهم الشخصية ويقدمون رجلا ويؤخرون اخرى كلما طلب منهم حضور مناسبة سياسية.
وبعضهم وليس كلهم كانوا في الاساس اما معارضين لانظمة الحكم في بلادهم وهؤلاء هم النخبة، واما اشخاصاً عاديين، وهاجروا الى الولايات المتحدة بحثا عن المال والثراءاولا ومن ثم عن الحرية في البلاد التي لا يظلم فيها جار ولا تنطفئ له نار فانصهروا في المجتمع واحبوا البلاد حبا جما واخلصوا لها مثلهم مثل الاميركيين الاصليين، فتباينت مواقفهم ولم يتفقوا على موقف واحد، وما تبقى من العرب الذين يتحلون بالشجاعة والجرأة فهم من رجالات الصفوف الاخيرة في هيكلية الاحزاب ممن ليس لهم تأثير في صناعة القرار، ولكن، حتى لا نظلم ابناء جلدتنا، فانه وبعد مضي عشرين عاما منذ عودتي من الولايات المتحدة فقد تبدلت احوال العرب واهتماماتهم وربما اصبحوا قوة مؤثرة في المجتمع الاميركي مع انني اشك في ذلك.. !!