بجامعة الكويت ، الدكتورة عالية شعيب ،
وذلك لجرأتها في تصريحاتها الصحفية أو في الكتابة ،
أو في فن الرسم ، الذي تقوم به ، وقد أنذرتها سفارة الكويت
في إحدى الدول الغربية بعد أن أقامت معرضًا لها فيه الكثير من الجرأة ،
ورفعت ضدها قضية على إحدى مؤلفاتها "عناكب ترثي جرحًا" ،
لما فيه من الخروج غير المألوف على المجتمع الشرقي ،
واتهمت فيه بالتطاول على الذات الإلهية ،
ولكن حينما أراد الله لها الهداية ، قامت بأداء العمرة هذا العام ،
وارتدت حجابها ، وأكدت أن الحجاب هو مستقبل الأمة الإسلامية ،
وأقامت لها لجنة زكاة العثمان ـ حسب مانشرت مجلة البلاغ
ع/1429/2001ـ ندوة بعنوان "الحجاب بين المظهر والجوهر"
تحدثت فيها قائلة :
هل الحجاب هو قطعة قماش تلفها المرأة على جسدها أم غير ذلك ؟
وهل يجوز للمرأة أن تتحجب ، ثم تملأ نفسها أصباغًا وعطرًا ؟
، إننا نحن نجهل الحجاب ونجهل معناه !!
فالحجاب في الحقيقة ستار المقصود منه إخفاء جزء من الجسد
هو ملك للمرأة لا يجوز لأحد أن يراه ، ويستهدف حماية المرأة وحفظها ،
وصيانتها ، لتبقى العلاقة مع الله شفافة ، وكريمة ، وعالية ،
وأضافت : أن الحجاب هو ستار يفصل بين شيئين ،
بين المرأة ، وبين الإنسان الغريب ،
وهذا ما يجعلني أتشرّف بارتداء الحجاب
مثلما ارتدته نساء الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونساء الصحابة ،
فالحجاب فخر ، واعتزاز ، والحجاب علو وارتقاء .
وأكدت أن وجودها في العمرة ، وهي تطوف حول الكعبة المشرّفة ،
قد جعلها في موقف حميم ، وحسّاس مع الله سبحانه وتعالى ،
فما وجدت نفسها إلا وتذرف الدموع تلو الدموع رهبة ، وخشية ،
وخيفة ، وطاعة ، واحترامًا لرب العزة .
وأكدت أن التزامها بالحجاب هو التزام إيمان وعقيدة ،
وفهم لدور المرأة في الإسلام ،
وليس صحيحًا أن حجابي مؤقت ، وسوف أنزعه قريبًا،
بل هو حاضرها ، ومستقبلها ، وخصوصًا إذا فهمت المرأة المسلمة
المعنى الحقيقي للحجاب ، وليس كما نرى اليوم بعض المتحجبات
اللاتي يخلطن بين الحجاب ، وبين الأصباغ والعطور المحرّمة !!
وقالت : إن من الضروري أن نفهم المعاني غير المباشرة للحجاب
مع فهم المعاني المباشرة ؛ لأن الحجاب ليس هو فقط ستار جسد ،
بل هو منهج أخلاقي ، والتزام بالشرع الإسلامي ، والاعتزاز بهذا الفعل
في كل زمان ومكان ؛ لأن الحجاب حماية ، ورعاية من الله للنساء المسلمات
وأكدت أن من أهم معاني الحجاب القدسية الخاصة للجسد البشري ، وبالخصوص بالنسبة للمرأة التي يعتبر جسدها كنزًا غاليًا لها ،
أراد الله سبحانه ستره ، وحجبه بغرض حـمايته ، وليس استغلاله ،
فهو أسلوب حياة أكثر من كونه شكليات ومظاهر .
وتحدثت عن جوهر الحجاب ، والجوهر شيء خفي ،
وأن النية هي جوهر الحجاب ، بمعنى أن على المرأة المتحجبة أن تنوي
الحجاب لله ، حتى يكون سلوكها مبنيًا على نية صادقة ،
فإذا حسنت النوايا حسن السلوك ، إن هنالك مفاتيح ورموزًا
يمكن من خلالها اكتشاف هذه النية ، أما المرأة التي تتحجب ، ثم تتزين ،
وتتعطر ، وقد تستغل الحجاب للقيام بأعمال مشينة ،
وهذا يتعارض مع النية الحسنة للحجاب ، وجوهر ارتداء الحجاب .
وقالت تصوروا امرأة متحجبة تلبس بنطالاً ضيقًا ، وامرأة أخرى متحجبة
تلبس لباسًا يكشف شيء من ظهرها ، أو رقبتها ، أو صدرها أو ساقيها ،
فهذا ليس هو الحجاب ، ويبدو أنها ليست مقتنعة بالحجاب ، فهذه النماذج
تتعامل مع الحجاب كمظهر ، وليس كجوهر ، وأنها تتعامل مع الحجاب
كوسيلة لتحقيق غاية ، أو هدف معين .
وأكدت أن بعض الفتيات يمارسن أسوأ الأفعال تحت ظل الحجاب ،
وهذا خطأ كبير ، وخطر عظيم ، بل هنالك من الفتيات المتحجبات
اللاهثات وراء الموضة ، والأزياء الجديدة ، والزخارف ، والعطور ، والأصباغ التي تشجعها الشركات اليهودية لإفساد نساء المسلمين .
وركزت على مسؤولية الوالدين حول لباس المرأة ، وسفورها ،
فهنالك بنات يلبسن لباسًا أشبه ما يكون عاريًا ، فأين الوالدان ؟ ،
وأين الأب والأم ؟ ، أين الرقابة الأسرية من فتيات يرتدين الحجاب
ثم ينزعنه في الأسواق ؟ ، بل هنالك أمهات يشترين الألبسة العارية لبناتهن .
وقالت : إنها كانت قد فكرّت بالحجاب سابقًا بعد وفاة والدها ،
ثم كان لبرنامج في قناة أبو ظبي دور فاصل في حياتي ،
حتى وجدت نفسي أبكي وأبكي ، وكأني أسقط في بئر سوداء ،
فقمت وصليت ، وأحسست أنه ينبغي أن أغير نمط حياتي ،
ورأيت بوابة واسعة تمتلى نورًا ، فتذكرت أن ذلك النور هو الحقيقة ،
حتى جاء شهر رمضان فكان هنالك إلحاح للباس الحجاب ،
ثم تلا ذلك ذهابي إلى العمرة ، حيث ارتديت حجابي ،
فما أن اقترتب من الحرم ورأيت الكعبة ، وجدت نفسي غارقة بالدموع ،
وشعرت أن الكعبة ، ليست شيئًا جامدًا ، أو مظهرًا ،
بل حالة متحركة مليئة بالمشاعر .
وأكدت أنها رأت سهير البابلي الفنانة المشهورة ، التي ارتدت الحجاب ،
وهي تقوم بتدريس بعض النساء ، شارحة لهن أهمية الحجاب ،
وأخلاق الإسلام ، وهذه أيضًا الفنانة شمس البارودي ، وغيرها من النساء
المؤمنات المتحجبات ، وكذلك من الرجال الفنانين ، الذين هجروا الفن المبتذل ،
ورجعوا إلى الله سبحانه وتعالى ، بعد أن رأوا النور الذي رأته المحاضرة .
ودعت الأستاذة المحاضرة ، بعد أن ردت على جميع أسئلة الأخوات
الحضور اللاتي غصت بهن قاعة الشيخ سالم العلي بقرطبة ،
دعت جميع الفتيات والنساء إلى احترام الحجاب ،
واعتباره من أهم ما يحمي المرأة ، ويحفظها ،
إذا فهمن أن الحجاب جوهر ، وليس مظهرًا ، وأنه نعمة من الله ،
كي تعلو المرأة في مكانتها ، وكي تقوم بدورها خير قيام .
وفي السياق نفسه تتكلم الدكتورة عالية شعيب عن ممارسات الفتيات
في الجامعة وهدفهنَّ من ارتداء الحجاب فتقول ـ
كما نقلت مجلة " لها " ع/20/2001ـ :
" كل امرأة تهدف إلى مرمى من وراء أزيائها فهناك من يتحجبن
من أجل الحصول على فرصة الزواج، أو للوصول إلى هدف آخر
وهذا ما يسيء إلى الحجاب .
ومن الطالبات من يلهثن خلف الإعلام والموضة وصور الإعلام الغربي ..
وهنا أود أن أشير إلى إهمال الأهل وأتساءل هل يرى الأهل ابنتهم
قبل الخروج من المنزل إلى الجامعة ؟ أشك في هذا ،
وإلا لما شاهدنا ما نشاهده يوميـًا من ثياب غريبة وغير لائقة
في الحرم الجامعي ، ويؤلمني في عملي أن أرى ما هو مرفوض
من أزياء للطالبات ، لأنني أحب أن أتعامل معهنَّ بهدوء ،
وقد اضطررت لطرد طالبة من محاضرة لأنها كانت ترتدي
بنطلونـًا حتى الركبة وقبعة كبيرة من القش وقميصـًا عاري الذراعين ،
وحين رأيتها صدمت وهي تقف بلا مبالاة ،
والأمر بالنسبة إليها عادي جدًا وسألتها :
هل كنت ذاهبة إلى البحر وضللت الطريق وجئت إلى المحاضرة ؟
أجابت باستنكار : لقد سمح لي الدكتور في المحاضرة السابقة
بحضور محاضرته دون مشاكل ولم يعترض على ملابسي ،
فقلت لها : إنه حر ، ربما هو ليبرالي متحضّر أكثر مني
ويسعده أن يشاهد هذه المناظر بين طالباته ، ويشجعهنَّ ؛
لكن أنا أعتذر لك عن عدم قبولك لدي بهذا الشكل ،
وهناك طالبات يخرجن من البيت برداء ويرتدين غيره في الخارج ،
كما أنني شاهدت في الأسواق البنت تشتري الثياب الفاضحة والأم تدفع
ولا تسأل ، هناك غياب للرقابة الأسرية ،
وأيضـًا سلطة الأب غائبة تمامـًا ؛
بل إن بعض الآباء يترفّع عن التدخل في شؤون أبنائه الطلبة .
كما أنني شاهدت طالبة محجبة في إحدى المحاضرات
ترتدي قميصـًا قصيرًا وبنطلونـًا ، وحين انحنت للإجابة بان ظهرها
ـ إذن ما علاقة الحجاب هنا بالثياب ،
وأيضـًا شاهدت طالبة محجبة كانت تغش
وهي بهذا لا تشجعّ السافرة على الالتزام ،
القضية كبيرة ولا بد من حدوث تغيير على المستوى الشخصي "
تحياتي نهوند الامين